كيف لأكون سعيدة

ذهب الجميع الى أعمالهم
الولدان الصغيران الى جامعتهما
والكبير إلى عمله
بعد صراع كل يوم
هياانهضوا لقد تأخر الوقت
فيرد أحدهم حضري لي كوبا من الشاي
وأيقظي الأخرين أولا
والثاني :أنا ضبط المنبه ولازال أمامي
خمس دقائق
أما الأخير
أمي جائع أريد الفطور
وتعد لأحدهم الشاي وسندوتشين
وللثاني النسكافية
وتقول له الا تريد أن تأكل شيئا
في د شكرا أمي لاأريد
وتأتي للثالث بالفطور والشاي بالحليب

وتبدأ المعاناة
أخلص حأتأخر الباص حيفوتنا
فيرد الثاني يعني عايزني أعمل أيه
عايز أخش الحمام
فأرد : أذهب للحمام الأخر
فيجاوبني : وهو مايخلصش ليه
وليه أروح التاني ماكان يروح هو
تتركهم وتذهب للكبير: يابني سيب التلفزون وحضر حاجتك علشان تأخد دش بسرعة بعد ما ينزوا علشان ماتتأخرش على الشغل
فيرد : ماما أنتي ما بتتعبيش من موال كل يوم أنا عارف بأعمل أيه
بش خليهم هم يخلصوا
ولاتجد للهدوء مكانا

أحدهم يتساءل: فين السويت شيرت
الأسود مين لابسه؟
إذا كان محدش لابسه راح فين
يا أبني يا حبيبي ميت مرة أقول
علقوا حاجتكم مش معقول كل حاجة ترموها كدة وانا أفضل وراكم كدة على طول

ويأتي الآخر مسرعا
ختأخذ معك اللاب الشغل النهاردة
انا عايزة معايا في الكلية
فيرد الأخ طيب أنا عندي شغل وأنت عارف إن اللاب بتاعي خربان
ومن هنا لهنا يترك لأخيه اللأب
ويقول له في غضب صلح اللأب بتاعك وأعتق بتاعي

أما الصغير: ماما الجيل خلص
أبعتي البواب يجيب واحد
وكمان مش لاقي تيشرتات
ألبسها
ياأبني الدولاب مليان دور زي الناس
يرد:أدور أزاي تعالي بصي
شوفيه مليان أزاي حاجات مش بتاعتي
كل واحد يحط حاجتة عندي
أدور أنا إزاي
وكمان إنتي لقيتي الدنيا بردت رجعت الشتوي وعنتي من الصيفي
أعمل أنا أيه

أرد مرهقة :حرام عليكم الباص حيفوتكم
فيرد الكبير :أخلص عايز استحم
وهكذا حتى يذهب كل واحد في طريقة
ويفضى المنزل
وأبدأ في لملمته
أذهب لدولاب الصغير وأفرغ محتواه
وأعيد ترتيبه
وأيضا دولايب الأخيرين
وأحدث نفسي في سخط
تعبت قرفت زهقت
ثم لترتيب الغرف
ومن ثم المطبخ أغسل الأواني وأحضر الطعام
ثم اشغل الغسالة
على الملابس

وأتسأل الى متى كل هذا التعب
الجميع يطلب ولا يرضى
وعلي أنا إرضاء الجميع بما فيهم والدتي
التي أصبح إرضاءها صعبا بسبب السن
وأنا وسط كل هذاأكمل عملي
وأدخل الغرفة كل فترة لأطمئن عليها
عندما لاأحس بوجودها فأجدها نائمة
أطمئن عليها وانا كلي رعب
من ضعف أنفاسها
وأحمد ربي أنها بخير
ثم يرن جرس الهاتف لأتحدث مع زوجي
نتحدث سويا نتناقش نتجادل
نضحك ونقضي فترة بين جدال تارة والاشواق تارة

ويمضي النهار
ويعود الولدين من جامعتهما
فأحضر الغذاء وكل يمضي
للقيام بواجباته أو لأستخدام النت
أو مشاهدة التلفاز
وأنا أذهب الى النافذة انتظر حضور الولد الكبير الذي تأخر
أفضل قلقة وأظل في رحلة ذهاب وأياب
للنافذة حتى يعو د وأطمئن عليه
وينتهي اليوم

ويأتي يوم أخر
ونبدأمرة أخرى مشوار الحياة
ينزل الاولاد للحاق بالباص
وينزل الكبيرللعمل
أودعهم بعد الإطمئنان
عليهم ومراجعة ما يحملونه
أخذتوا المحافظ
معاكم أدواتكم وشنطكم
كله معاه موبيلاته
أودعهم وأدعوا لهم
ثم أذهب لنافذة المطبخ
حيث استطيع
رؤية ولدي الكبير وهو يدير
مفتاح السيارةاستعدادا للتحرك للعمل
أنظر والسعادة تملأني
وأفخربهم وأقول في نفسي
هذا ما صنعته
هؤلاء لي

وأتسال كيف لا أكون سعيدة
نعم برغم المتاعب
فقد حصدت ما زرعت
الحمد لله الذي
رزقني بهؤلاء
وأنعم علي بوجود أمي معي
الحمد لله





قم واذهب الى الحمامللتحضر للخروج
لا : أذهب