بلا حدود ليس حسن شحاتة وحده

لم تكن المرة الأولي التي يخرج فيها المنتخب القومي لكرة القدم من بطولة الأمم الأفريقية.. وليست المرة الأولي التي لا يشارك في أدوارها النهائية ولكنها المرة السادسة التي تبعد فيها الكرة المصرية عن تلك البطولة التي انشأتها مصر وتسيدتها عبر سنوات ودورات كثيرة.
وللتذكرة.. وإعلام الذين ظنوا أنها المرة الاولي اقول إن المرة الأولي التي ابتعدت فيها الكرة المصرية عن بطولة القارة كانت في الدورة الخامسة التي نظمتها تونس عام 1965 وفازت بها غانا وذلك بسبب المقاطعة التي تضامنت فيها السودان مع مصر بسبب الخلافات وقتها مع منظمة البطولة.. ثم كانت المرة الثانية عام 1968 التي اقيمت في اثيوبيا وفازت بها زائير وذلك بسبب اثار حرب يونيه 67 أما الخروج الثالث والرابع في بطولتي 72 بالكاميرون والتي فازت بها الكونغو و78 في غانا التي فازت بالبطولة فكانا بسبب اخفاق المنتخب المصري في اجتياز التصفيات لتكون المرة الخامسة في ليبيا عام 1982 عندما انسحب الفريق وفازت بها غانا ولتكون البطولة السادسة وأرجو أن تكون الأخيرة هي بطولة 2012 التي تنظمها الجابون وغينيا الاستوائية بسبب الاخفاق في مباريات التصفيات الأربع التي لعبها الفريق ولم يجن من ورائها غير نقطتين من مجموع 12 نقطة احتل بهما المركز الاخير في مجموعته التي وصفها خبراء اللعبة المحايدون بالمجموعة السهلة امام فريق فاز بالبطولة 7مرات.
تاريخ الكرة المصرية الحافل بالانجازات والبطولات ليس قاصراً علي بطولة الأمم الأفريقية فحسب ولكن هناك الكثير والكثير من الانجازات لكرة القدم المصرية في محافل أخري بدءاً من الدورات الاوليمبية والاقليمية كالبحر المتوسط والعربية.. تاريخ زاخر يشرف أي مصري.
لذلك فعندما يخفق منتخب كرة القدم في بطولة هو منشئها ومتسيدها فإن الوضع يختلف عن أي دولة أخري ولابد أن تقف الدولة بأكملها أمام هذا الاخفاق وبحث اسبابه خاصة إذا كانت كل الامكانيات متوفرة ولا يبخل البلد بأي مساندة.
وفي الدول الكبري عندما يتراجع موقفها من أي حدث سياسي فني رياض يتقدم المسئول عن ذلك بالابتعاد والاستقالة اعترافا منه بالتقصير حتي ولو لم يكن وحده المسئول عن هذا الاخفاق.
امام ما حدث لمنتخب مصر في بطولة افريقيا ومع ظروف المجموعة التي ضمت مصر وخروجها بعد هذه النتائج المخيبة فلابد أن يشمل التغيير كل المنظومة وليس الاجهزة الفنية فحسب ولكن اتصور ان يتقدم مجلس ادارة اتحاد الكرة بجميع افراده المحترمين باستقالتهم وهو ليس بعار أو بعيب أو يشين أحدهم.. ولكنه اعتراف بأنهم فعلوا كل ما في استطاعتهم لاسعاد جماهير اللعبة.. والمحافظة علي اسم ومكانة الفريق ولكنهم لم يستطيعوا.
انه لشرف لسمير زاهر ورفاقه في هذه اللحظة أن ينسحبوا من الساحة بدلا من أن تطالبهم الجماهير بالابتعاد لقد حاول زاهر ورفاقه.. وفاز مرة واثنتين وثلاثا ومثيلها شارك في صنع الكثير إلا أن عمره الافتراضي مع المنظومة قد انتهي كما انتهي عند حسن شحاتة وكل رفاقه ليمنحوا الفرصة لغيرهم أن يظهروا ويفكروا ويطبقوا سياسة قد تكون الافضل واستعادة مكانة الكرة المصرية مرة اخري وعودتها لمنصات التتويج خاصة وأن الوقت قليل ولم يبق علي البطولة الافريقية الجديدة في 2013 ومعها تصفيات مونديال 2014 إلا القليل.. مع تقديم كل الشكر الواجب والتقدير لمن اعطي وساهم في رفع اسم مصر.. واعلموا ان مصر دائما ولادة.