كلمة حرة كفانا تأخيراً .. ونفخاً في القربة المقطوعة

بالتأكيد.. كنا ننفخ في "قربة مخرومة" خلال الأيام الماضية. مع الكابتن حسن شحاتة. عندما أعمينا أنفسنا عن سوء وضع منتخبنا. وترتيبه السيئ في المجموعة السابعة للتصفيات الأفريقية.. وتصورنا بحسن نيتنا أن منتخبنا. الذي استفاق بعد عودة النشاط الكروي. يمكن أن يفعل شيئاً في موقفه الحرج. أو علي الأقل يحفظ ماء وجهه كبطل أفريقيا. في مواجهته مع منتخب جنوب أفريقيا.. فيهز شباكهم بثلاثة أو أربعة أهداف.. ولكن النفخ في "القربة المقطوعة" لم يأت بأي نتيجة. لأن الخراب استشري بالفعل في كيان المنتخب. وأنه كان يجب إقصاء الجهاز الفني منذ زمن. إلا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة كان بطيئاً وجباناً كعادته ــ وحسب للقصة ألف حسبة. رغم أن كل أعضاء مجلس إدارة الاتحاد. عندما تتحدث إليهم فرادي. يؤكدون أنه كان يجب أن يرحل حسن شحاتة منذ خسارته أمام النيجر.. ولكن المجلس عجز عن اتخاذ القرار مراراً وتكراراً. مع كل خطوة فاشلة وقع فيها الجهاز الفني والمنتخب منذ الفوز بالبطولة الأفريقية التي أقيمت في أنجولا.. منذ هذه البطولة والفريق في حالة انهيار وتراجع. وليس لدي أعضاء الجهاز الفني أي شيء أو خطط لتطويره.. وأصر الكابتن شحاتة علي الإبقاء علي لاعبيه القدامي. وكأنهم زملاء السلاح.
تغاضينا. متعمدين عن كل ذلك قبل المباراة الأخيرة. علي أمل أن تفلح المساندة الإعلامية والجماهيرية في انتفاضة الفريق. وتحقيق الفوز المنشود.. ولكن خابت الظنون. وعجز الجسد الواهن علي الانتفاض. وفشل الجهاز الفني. المفتقد للرؤية. في إدارة المباراة. ليواصل فشله المسجل رسمياً. منذ أن تعادل مع سيراليون في القاهرة. وخسر من النيجر ثم من جنوب أفريقيا في جوهانسبرج. رغم أن منتخبنا لعب جيداً في جوهانسبرج. ثم كانت الخيبة الثقيلة في ستاد الحربية. والتعادل المخزي. والأداء المقرف.. حتي أن الخبراء أجمعوا. ونحن معهم علي أن بطل أفريقيا نجا من فضيحة في ملعبه.
لقد تأخر قرار الإقالة أو الاستقالة كثيراً.. ودفع منتخب مصر الثمن من سمعته. لأن هذا المنتخب تحول في السنتين الأخيرتين إلي ملكية خاصة.. ولم يجرؤ أحد في مجلس إدارة اتحاد الكرة أن يناقش شرعية هذه الملكية. حتي وقعت الكارثة المهينة. والتي أجد أن مجلس إدارة الاتحاد شريكاً فيها بنفس القدر مع الجهاز الفني. لأن تقييم هذا الجهاز خلال مشواره. مسئولية المجلس الذي تفاخر يوماً بما تحقق من إنجازات وبطولات.. فعليه أن يعترف بأنه شريك أصلي في الخيبة الحالية. وأنه كان أضعف من أن يتخذ قراراً يعزل به الفاشلين. لإنقاذ سمعة منتخب مصر.. والأهم أن يعترف أن قرار الإقالة أو القبول بالاستقالة الذي صدر أمس. كان قهرياً. حتي لا يدفع اتحاد الكرة الثمن وحده أمام الغضب العام.. خاصة أن هذا المجلس مرعوش جداً هذه الأيام. ويكاد يقف علي قدم واحدة.
المرحلة القادمة تحتاج إلي جهاز فني خبير. لأننا نستهدف المشاركة بقوة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.. ونحتاج إلي منتخب جديد شاب. بعد أن فضحنا البطء الشديد للاعبينا أمام سرعة وخفة منتخب جنوب أفريقيا.. كل الشكر لنجومنا الرائعين أحمد حسن ووائل جمعة وحسام غالي وسيد معوض وحسني عبدربه ومحمد شوقي وعصام الحضري. الذي كان رائعاً أمام الأولاد.. والآن زمن شيكابالا. ومن هم دون 25 عاماً. ولا تراجع عن ذلك. أو التمسح بتدريجية الإحلال والتجديد.. لأننا تأخرنا كثيراً. وأمامنا 12 شهراً. لابد أن يكتمل خلالها بناء المنتخب الجديد. قبل أن تبدأ التصفيات المؤهلة للمونديال في نفس الشهر الحالي من العام القادم.