التعادل مع جنوب إفريقيا لم يكن السبب الوحيد للرحيل

جاء تعادل المنتخب الوطني مع جنوب إفريقيا بدون أهداف أمس الأول‏,‏ ليفسد علي حسن شحاتة ورفاقه أعضاء الجهاز الفني ومن ورائهم اتحاد الكرة عن مواصلة الفيلم الهوليودي,



علي طريقة المخرج الأمريكي ديفيد وورك جريفت صاحب بدعة إنقاذ العالم من الانفجار في اللحظات.الأخيرة, وجعل الجماهير المصرية تتخلص من وهم إمكانية التأهل لكأس الأمم الإفريقية المقبلة بنقطة واحدة من3 مباريات, وتأكد للجميع أن نقطتين حاليا لن ينفع معهما خداع الرأي العام ثانية, إلا إذا كانت هناك لائحة جديدة بإختيار أفضل حاصل علي المركز الرابع!!
وهذه المرة لم يجد شحاتة ورفاقه سبيلا عن الاستقالة, ولكن دون خسائر, وذلك كان السيناريو الذي دفع أعضاء الجهاز الفني في عدم التعجل بالتصريحات عقب مباراة جنوب إفريقيا, وأغلقوا هواتفهم وامتنعوا عن الرد حتي يصلوا لصيغة أطلقوا عليها صيغة التراضي بحيث تنتهي العلاقة من خلالها بين الطرفين بشكل ودي دون أن يخسر أحد الشرط الجزائي المقرر بثلاثة أشهر يدفعها من لا يريد الآخر.
الي جانب ان البعض من أعضاء الجهاز الفني أراد التمهل فقد تخدمه الظروف بعد اعلان اتحاد الكرة عن اجتماع طارئ بأن يتقدم شحاتة باستقالته بناء علي مطالب الجماهير, ويجد نفسه متواجدا لقيادة الفريق حتي انتهاء التصفيات الحالية في مباراتي سيراليون والنيجر المتبقيتين, ولكن كل ذلك أفسده سمير زاهر رئيس الاتحاد بأن أنهي الأمر مع شحاتة في جلسة جمعتهما صباح أمس, بأن يذهب الجهاز الفني كله, ولكن لماذا وصل شحاتة ورفاقه الي هذه اللحظة التاريخية التي تطالبهم فيها الجماهير المصرية بالاستقالة؟!
أولا: هناك أسباب تاريخية في مقدمتها رواسب إخفاق هذا الجهاز الفني في التأهل بمنتخب مصر لكأس العالم رغم نجاحه في الاحتفاظ بكأس الأمم الإفريقية في ثلاث بطولات متتالية, فهو الجهاز الفني الوحيد أيضا الذي تم تكريمه عند الفشل من قبل النظام السابق, يضاف الي ذلك مرور18 شهرا كاملة علي تواجدهم دون أن يقدموا جديدا سوي الحصول علي المبالغ الباهظة كمرتبات تبلغ قيمتها نصف مليون جنيه شهريا, فلم يقدم حسن شحاتة ورفاقه لاعبا جديدا أساسيا في المنتخب منذ تجديد عقده عقب بطولة أنجولا بداية العام الماضي, بإعتبار أن تجديد الدماء وبناء منتخب قوي لمصر كان سبب الابقاء عليهم, ولكن الجهاز الفني لم يفعل سوي حرق دماء المصريين بعد كل خسارة طوال عام كامل منذ بداية التصفيات الحالية في نفس هذا الموعد من العام الماضي, وسجلوا هدفا واحدا في4 مباريات وعن طريق مدافع, وكان لديهم إصرار غريب بالاعتماد علي نفس المجموعة التي تتسبب في خسارتهم كل مرة!!.. واللاعبون الجدد كانوا للانضمام فقط.. وليس للعب!!
ثانيا: قد يقع أي مدرب في أخطاء فنية خلال المباريات, وهذا أمر وارد وطبيعي في ادارته للمباراة أو أن يجانبه الصواب في التغييرات, ولكن سوء التخطيط السابق للمباراة هو الذي يؤخذ علي المدير الفني بشكل أساسي, ولا سيما حين يلعب علي عكس ما أعلن, فقبل مباراة جنوب إفريقيا يعرف الجميع أنه لا بديل عن الفوز, وفي الوقت نفسه اختار شحاتة9 لاعبين يجيدون الهجوم ضمن القائمة, ولكن عند المباراة يصر علي اللعب بليبرو صريح, ويركز علي الخط الخلفي أكثر من خطي الوسط والهجوم, لأنه كان يخشي من المدافعين, وفي الوقت نفسه يصر عليهم رغم كبر سنهم وأخطائهم المتكررة, وهو ماجعل المنافس يضغطنا كثيرا وظهرنا كأننا نلعب بشكل عشوائي نرسل فيه الكرة من الخلف للأمام بهدف خطف هدف فقط حتي يستمر مسلسل البقاء.
ثالثا: اتضح في الفترة الأخيرة أن الجهاز الفني لم يعد يملك الرؤية الصحيحة في الحكم علي مستوي اللاعبين قبل اختيار التشكيل المناسب لكل مباراة, وربما كان يختار بعين الجمهور أو خوفا من الرأي العام وليس الصالح العام, وهو ما يؤكده مستوي اللاعبين في مباراة جنوب إفريقيا الأخيرة كمثال علي ذلك, ففي الوقت الذي كانت جميع تصريحات الجهاز الفني بأن جميع اللاعبين بحالة ومستوي فني عال ومتميز, كان الحال في المباراة علي غير ذلك تماما, ومستوي سيد معوض ووائل جمعة ومحمود فتح الله والمحمدي ومحمد زيدان يؤكد ذلك, كما أن أمر شيكابالا كان لغزا, ناهيك عن اللعب بمهاجم صغير السن والخبرة اسمه أحمد عبدالظاهر بشكل صريح وحده وسط دفاعات مستحكمة من المنافس, فماذا يفعل حتي لو كان أسدا؟!
وأخيرا لقد كتب أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني كلمة النهاية بأيديهم بعد أن فشل الأخرون في كتابتها منذ فترة, وفي توقيت فقدوا فيه أي صديق لمساندتهم أو المطالبة ببقائهم, ففقدوا الجماهير, والإعلام!