ياسر أيوب يكتب : الهابطون فى الجبلاية

أربع قضايا أساسية يحويها هذا الملف الخاص بشروع اتحاد الكرة فى إلغاء الهبوط هذا الموسم من الدورى الممتاز.. القضية الأولى هى الجهات العليا التى أكد مسؤولو الجبلاية أنها هى التى اتخذت هذا القرار وأمرت بإلغاء الهبوط هذا الموسم نظراً لظروف الثورة ومراعاة لأحوال الأندية.. ثم بدأ التلميح إلى أن مسؤولى الجبلاية المساكين والغلابة لا يريدون ذلك، وإنما هم مضطرون لأنها تعليمات ورغبة المجلس العسكرى الأعلى.. وأنا أؤكد لهم فى الجبلاية ولكل الناس خارجها أن المجلس الأعلى بعيد تماماً عن هذا الأمر، وليس من اللائق الزج به فى مثل هذا التوقيت فى قضية كروية سطحية.. فهذا السلوك يعيدنا تلقائياً إلى زمن توجيهات جمال وعلاء مبارك ورغباتهما أو إدارتهما للكرة المصرية.. وأظن أن ذلك زمن انتهى وإلى الأبد، كما أن هذا التلميح الكاذب والفاجر يفتح باب الشيطان أيضاً لاتهام المجلس العسكرى بمجاملة الأندية الثلاثة الهابطة، الاتحاد وسموحة والمقاولون.. حتى تتراجع عن المطالبة بتطبيق المادة ١٨ التى ستمنع بقاء ثلاثة أندية عسكرية فى الدورى الممتاز..

والقضية الثانية هى مصلحة الكرة المصرية التى باتت آخر ما يلتفت إليها ويحرص عليها اتحاد الكرة الذى لم ينتبه إلى أن الموسم المقبل هو الأخير قبل تطبيق دورى المحترفين.. وكان الأولى بسادة الجبلاية أن يتعاملوا مع الموسم المقبل باعتباره البروفة الأخيرة قبل انطلاق دورى المحترفين ويبدأوا التنسيق وديا مع كل الأندية فى الشروط الواجب توافرها فى كل ناد وتتوالى اجتماعات التشاور والترتيب والاتفاق.. لكن راح الاتحاد بدلاً من ذلك كله يبحث عن الترضية والمجاملات وإعادة تفصيل الدورى حسب مقاس كل زبون.. يريد زيادة عدد أنديته إلى عشرين، ويمكن أن يصبح مجموعتين أو حتى عشر مجموعات، وليس من المهم دورى المحترفين والأندية المصرية المهددة بعدم اللعب أفريقيا والخروج من دوائر مسابقات الفيفا..

والقضية الثالثة تخص التسويق التليفزيونى والإعلانى للدورى العام.. وأبسط قواعد التسويق هو الثبات والاستقرار وليس تغيير الشكل والنظام حسب الظروف والهوى.. وهل من المصلحة زيادة عدد أندية الصدفة والصراع المزمن مع الهبوط ليدفع التليفزيون والقنوات الفضائية مزيداً من المال ثمنا لحقوق بث مباريات لن يشاهدها أحد.. ثم لماذا إلغاء الهبوط فى الممتاز فقط.. هل من أجل النفوذ والمال والتهديد.. وماذا عن الهابطين الغلابة فى بقية درجات المسابقة..

والقضية الرابعة هى تغييب متعمد للعدالة.. فالعدل أن يهبط الذى استحق ذلك فى النهاية.. وعلى الرغم من صداقة عميقة وقديمة وحقيقية تربطنى برؤساء الأندية الثلاثة: فرج عامر وإبراهيم محلب وعفت السادات.. واعتزازى بجهود الثلاثة مع أنديتهم.. فإننى أعتذر لهم جميعا ولن أتضامن معهم فى هذه القضية، لأن ذلك يعنى الانحياز للصداقة على حساب العدل والحق والمبدأ.. فالثلاثة فشلوا فى إبقاء أنديتهم بالممتاز ولابد أن يدفعوا الثمن.. والسماح لهم بالبقاء معناه مكافأة الخاسر والمهزوم.. تماما مثلما أصر مبارك على مكافأة المنتخب القومى وتكريمه عقب الخروج من تصفيات كأس العالم فكانت النتيجة هى الخروج الموجع من تصفيات كأس الأمم.. وإذا كان هناك من يقول إن الثورة وظروفها والبلد وأحواله هى التى تسببت فى التعثر.. فلماذا لم نسمع مثل هذه الاعتراضات قبل الهبوط،

ثم إن الثورة قامت فى يناير وليس الأسبوع الماضى والأندية الأخرى كلها لعبت فى نفس البلد والظروف، ومع ذلك لم تفشل ولم تهبط، ومن المؤكد أننى مثل ملايين غيرى حزين للغاية لهبوط الاتحاد السكندرى، خامس الأندية فى تاريخ الكرة المصرية وأحد الذين قادوا الثورة لتمصير الكرة وتأسيس الاتحاد المصرى وكان له دوره ومكانته طيلة ٩٠ سنة.. لكن ذلك لا يعنى الإبقاء عليه دون وجه حق.. وإلا كان من الأولى استثناء السكة الحديد والأوليمبى من أى هبوط.. ولا أعرف إلى ماذا تستند جماهير الاتحاد وهى تنظم وقفتها الاحتجاجية يوم الجمعة المقبل، بالتنسيق مع ألتراس الأهلى.. لماذا الاحتجاج وضد من وما شرعية مطالب هذه الوقفة؟!