ياسر أيوب يكتب: لماذا خسر الزمالك؟

مع كل التقدير والاحترام لهؤلاء الذين لا يعنيهم ما تقوله لهم من كلام وتطرحه عليهم من فكر، لأنه لا شىء يشغلهم إلا تصنيفك كأهلاوى أو زملكاوى.. وليسوا على استعداد للتفكير والاتفاق معك أو الاختلاف، وإنما هم طوال الوقت يفتشون فى نواياك وهل أنت معهم أو ضدهم.. فأنا الآن لا أنوى مخاطبة إلا الذى يريد التفكير والحوار وليس الإهانة والسخرية أو التعصب والكراهية.. وأطرح سؤالا سأجتهد فى الإجابة عنه دون أن يراودنى إحساس زائف بأننى وحدى الذى يملك اليقين والحكمة والفهم والمعرفة.. وإنما سأبقى أحترم الآخرين واجتهادهم ورؤاهم مهما كان الخلاف بيننا.. وسؤالى هو: لماذا خسر الزمالك لقبا وبطولة كان الأقرب لها والأحق بها؟..

ومن المسؤول الأول عن هذه الخسارة؟.. وأنا أؤكد أنه المستشار جلال إبراهيم، رئيس الزمالك، رغم احترامى الشخصى له.. وبالتأكيد هناك أسباب أستند إليها فى هذا الحكم الذى قد يكون صادما وقاسيا بعض الشىء.. فالرئيس أبدا لم يكن فى أى وقت طوال الموسم رئيسا.. لأن الرئيس هو الذى يقود ويلحقه الآخرون لا أن تصبح كل مهمته هى أن يلحق هو الآخرين طالبا رضاهم عنه واقتناعهم به.. وسواء كان هذا الرئيس جاء به قرار من مجلس قومى أو ميدان التحرير..

فلابد أن يتجاوز ذلك ليمارس مهامه كرئيس حقيقى ووحيد وليس رئيسا مرؤوسا من كثيرين لا أول لهم ولا آخر.. وحين قرر عمر مكرم وبقية قادة الثورة المصرية إسناد القيادة لمحمد على.. لم يبق محمد على طويلا ممتنا لهم، وإنما قرر أن يقود مصر منفردا دون أى شريك مهما كان صاحب دور أو فضل.. والناس طوال الوقت قد تغفر أحيانا للرئيس أخطاءه، لكنها أبدا لا تغفر له ضعفه..

وقد كان الزمالك يحتاج هذا الموسم بالتحديد لرئيس قوى يدير أموره بمنتهى الحكمة والقوة والذكاء أيضا، حتى لو كانت هناك بعض القرارات الخاطئة.. رئيس لا يسمح لنفسه أبدا بالتفاوض مع أى لاعب مهما كانت ضرورته ولا أن يظهر طوال الوقت على الشاشة وأوراق الصحف ليتحدث عن كل وأى شىء أو لمجرد التبرير والدفاع عن أى أحد يتحدث باسم الزمالك.. وأدى غياب هذا الرئيس لانفراط عقد الفريق، فلم يعد هناك من يلتزم بدوره..

لا المدرب أو الإدارى أو أى لاعب أو عضو مجلس الإدارة.. وغرق الزمالك فى حروب جانبية لا أول لها ولا آخر.. وقد تكون حروبا دق طبولها أبناء الزمالك أنفسهم، أو دقها آخرون أرادوا إخراج الزمالك من حالة البطولة التى تتطلب تركيزا واستجاب لهم الزمالك بفوضوية وعشوائية، لأنه لم يكن يحكمه رئيس واحد يقرر متى يفتح الأبواب ومتى يغلقها.. وكان الزمالك يحتاج رئيساً يأمر إبراهيم حسن بأن يصمت، ويطلب من حسام أن يختبئ مع لاعبيه من الإعلام وكل الناس..

رئيساً قد يخرج أحيانا للناس يشكو الظلم الذى يتعرض له ناديه، لكنه وراء الأبواب المغلقة يطلب من الجميع بمنتهى القسوة والصرامة أن يلتفتوا لأخطائهم وإهمالهم وضعفهم وقلة حيلتهم.. رئيساً لا يبدو فى السر أو العلن أضعف أو أقل من أى لاعب فى الفريق أو من مدرب وإدارى يقودان الفريق.. رئيساً يجيد التعامل مع الإعلام ويستغله لمصلحة ناديه ليكون سلاحاً معه لا عليه ووسيلة لكسب أنصار وحلفاء جدد طوال الوقت وليس ماكينة لصنع أعداء جدد كل يوم.. رئيساً يحيل الجماهير الضخمة إلى قوة للفريق ودافع للانتصار وليس إلى جموع محبطة لم تعد تريد النصر، وإنما يشغلها الصراخ والانتقام ممن سرقوا منها الفرحة..

ولكن الذى حدث هو العكس.. ولم يملك الزمالك هذا الرئيس أبدا.. تخيلوا لاعبين وقائدهم يجدون طوال الوقت رئيسا يسبقهم بمبررات الهزيمة والفشل.. ماذا تتوقعون منهم وقد نجح رئيسهم فى إقناعهم طوال الوقت بأنهم مظلومون ومضطهدون؟..

ولست أنكر أن الزمالك تعرض لظلم تحكيمى أحيانا.. وظلم إعلامى أحيانا أخرى.. لكن ظلم مسؤولى الزمالك للزمالك.. كان أكبر وأشد وأقسى.