هاتريك الاستقالة والنهاية السوداء

حسنا فعل حسن شحاتة بتقديم استقالته من تدريب المنتخب الوطني للكرة بعد الفضيحة الكبري التي تعرض لها مع لاعبيه أمام أولاد جنوب أفريقيا عندما كتبوا كلمة النهاية لمدرب أجاد وحقق إنجازات فريدة بالفوز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية.. ولكن النهاية جاءت مؤسفة وغير مشرفة لأن البطل الأفريقي خسر الجلد والسقط بضياع هيبته أمام فرق تعتبر الأضعف في أفريقيا فما حدث لا يصدقه عقل أن يخرج منتخب الفراعنة بجلالة قدره أمام كل من النيجر وسيراليون وجنوب أفريقيا ويفشل في الوصول لنهائيات الأمم الأفريقية 2012 لأول مرة في تاريخه.. ولكن المثير للدهشة أن هذه الاستقالة تأخرت كثيراً فقد عاش منتخب مصر وجهازه الفني حالة من الارتباك والانهيار والتراجع خلال تصفيات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وصولاً للسقوط والاخفاق في المشاركة بالعرس العالمي.. وهنا كان يجب أن يتقدم شحاتة ومعاونوه بالاستقالة. ولكن النظام الفاسد المخلوع فرض شحاتة علي اتحاد الكرة والرأي العام حتي ..2014 وكان من الطبيعي أن تمتد رحلة الفشل للمنتخب من المونديال إلي تصفيات الأمم الأفريقية لأن الرجل لم يعد لديه جديد ليقدمه لمنتخب أصيب لاعبوه بالشيخوخة بحالة تشبع معنوي ومالي وأدبي وبالتالي اختفي الحافز والدافع لتحقيق أي انجاز يقابله اصرار من شحاتة علي عدم تجديد دماء فريقه لإعادة الحيوية والنشاط في صفوفه بلاعبين لديهم طموح ورغبة في إثبات وجودهم وأخذ حظهم من النجومية والشهرة الدولية والمكاسب المالية وجاءت تلك الخطوة بعد خراب مالطة وفضيحة مدوية في الأوساط الكروية.. ولو أن شحاتة تقدم باستقالته في الوقت المناسب بعد انجاز أنجولا في يناير 2010 لما نسف تاريخه بهذا الشكل ولما خرج بتلك الطريقة التي حرقت كل انجازاته.. والمؤسف أنه تقدم باستقالته بعد اتفاقه مع الاتحاد علي الحصول علي نصف مستحقاته المالية بالشرط الجزائي وكأنه كان يدرب دولة أجنبية.. ولم يحصد من وراء عمله مع منتخب مصر مكاسب لا تعد ولا تحصي مالياً وأدبياً.. ونسي أنه تسبب في صفعة كبيرة للكرة المصرية بفشله مع لاعبيه في اللعب مع عظماء الكرة العالمية بمونديال 2010 ثم خسارته اللقب الأفريقي في رحلة التصفيات في واقعة لن تنساها الجماهير ولا التاريخ الكروي في مصر وقارتنا السمراء.. وهنا لابد من الاشادة بعصام الحضري الذي أنقذ المنتخب من هزيمة محققة علي أرضه ووسط جماهيره حتي لا تزداد الفضيحة قسوة.. والصورة سواداً.