ياسر أيوب يكتب: وجوه أتلفها الهوى

حوار الصخب والتوتر والانفعال التليفونى الذى دار بين مجدى عبدالغنى وفايز عريبى أمس الأول على شاشة السادسة مساء فى قناة مودرن سبورت.. حوار يستحق التوقف والتأمل باعتباره يكشف كثيرا من الأمور والأوضاع الخاطئة.. فايز عريبى، رئيس نادى طنطا، فقد أعصابه تماما فى تعليقه على أحد أعضاء الجمعية العمومية للنادى المعارضين لسياساته.. وقال عريبى إنه قدم الكثير جدا لنادى طنطا وأعاد بناءه من جديد ولن يسمح للبعض بأى هجوم أو تشكيك فى نجاحاته وإنجازاته.. ولم يسكت مجدى عبدالغنى كمقدم للبرنامج، فانفعل هو الآخر مدافعا عن عضو الجمعية العمومية وحقه فى الاعتراض والاختلاف مع الرئيس.. وأكد عبدالغنى أنه يدافع عن هذا العضو ضد هجوم رئيس النادى إيمانا من عبدالغنى بالرأى والرأى الآخر..

وتعالوا الآن نعكس الأدوار والوظائف وننسى نادى طنطا مؤقتا ونتوقف أمام اتحاد الكرة.. فيصبح فايز عريبى عضوا بالجمعية العمومية لاتحاد الكرة، وأحد الذين يقودون غضب الجمعية العمومية على سمير زاهر طالبين سحب الثقة من رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته.. وهنا تتغير تماما نبرة فايز عريبى والمنطق الذى يستند إليه والأفكار التى تقود لسانه وأقدامه، فيصرخ طول الوقت طالبا احترام الرأى الآخر وحقوق الأعضاء فى محاسبة الرئيس ومحاكمته.. بينما تختلف أيضا لهجة مجدى عبدالغنى حين يصبح فقط عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة، يتهم أعضاء الجمعية العمومية الثائرين والغاضبين بالخروج على الشرعية وعدم احترام النظام والإدارة واللوائح..

وتتشابه كلمات عبدالغنى مع صرخات زاهر بما قدمه مجلس إدارة الاتحاد للكرة المصرية من بطولات وإنجازات وكيف قام بإعادة بناء الاتحاد وهيكلته وإيجاد موارد مالية جديدة للإنفاق على الكرة المصرية.. ولا نخرج من ذلك كله إلا بأننا نؤمن بالديمقراطية حين تكون لنا وليست علينا.. نحترم الرأى الآخر مادام وافق هوانا ومصالحنا، ونرفضه ونسخر منه إن كان يعنى أن نترك مقاعدنا ومناصبنا.. إذا كنا محكومين نمنح أنفسنا الحق فى محاسبة الحاكم بقسوة.. وبمناسبة الإعلام.. اتهم فايز عريبى فى ذلك الحوار نفسه مجدى عبدالغنى بأنه قرر استخدام برنامجه الإعلامى لمصلحته كعضو بمجلس إدارة اتحاد الكرة..

وأبدى عريبى شكوكه فى أن مجدى يضغط عليه بتصدير المشكلات له كرئيس لنادى طنطا لمساومته ومطالبته بالتزام الصمت فى الجبلاية مقابل السكوت عما يجرى فى طنطا.. وعلى الرغم من احترامى الشخصى العميق لفايز عريبى واقتناعى بأنه فى الجبلاية صاحب قضية ولن يسكت عنها ولن يخضع لأى مساومة أو ضغوط.. فإننى أرفض التناقض الواضح فى كلامه ومواقفه حين يكون رئيسا هناك ويصبح مرؤوسا هنا.. وعلى الرغم أيضا من احترامى لمجدى عبدالغنى والتزامى بعدم التفتيش فى نواياه ومحاكمته عليها دون وجه حق متهما إياه باستغلال برنامج إعلامى لتحقيق مصالح تخصه كمسؤول داخل اتحاد الكرة..

فإننى أظن أنه آن أوان الفصل التام بين أى عمل إعلامى وأى مسؤولية إدارية وتنفيذية.. فأنا كمشاهد لم أعد أعرف الفارق بين مجدى الإعلامى ومجدى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة.. وهل هى مجرد مصادفة أن يعرض مجدى عبدالغنى فى إحدى حلقات برنامجه الآن تحديدا أزمات نادى طنطا ومواجعه واتهامات تطارد رئيس النادى الذى هو بالمصادفة أيضا أحد قادة جبهة الرفض والاعتراض فى الجبلاية.. أم أنه سلوك متعمد لا يمكن فهمه أو قبوله أيضا؟!