ياسر أيوب يكتب: لجنة إفساد الكرة

: لا أحد يمكنه الاعتراض على قرار لجنة المسابقات برئاسة عامر حسين توقيع غرامة مالية قدرها ١٥٠ ألف جنيه على الأهلى والزمالك، نتيجة قيام جمهور كل ناد منهما باستخدام الشماريخ والليزر وتوجيه السباب الجماعى.. فكل ذلك كان ظاهرا وواضحا، وكانت الهتافات الخارجة واللافتات الجارحة مهينة ومسيئة للجميع.. وقد أكد عامر حسين أن لجنته كانت تريد عقوبة أقسى ونقل مباراة لكل ناد خارج ملعبه، لكن الأمن لم يسمح بذلك..

ويعنى كلام عامر حسين أن اللجنة تجتمع ومعها أحد رجال الأمن على التليفون، يقبل أو يرفض، مما يعنى أن اللجنة تدار من خارجها وخارج الجبلاية كلها.. لكن المشكلة الأكبر من تليفون رجل الأمن الغامض واستئذانه قبل توقيع العقوبات كانت فى تبريرات عامر حسين لبقية قرارات لجنته..

فقد صدر قرار بإيقاف حسام عاشور، لاعب الأهلى، ثلاث مباريات للتعدى على الخصم دون كرة.. وإيقاف هانى سعيد، لاعب الزمالك، مباراة واحدة نتيجة اقتحامه الغرفة الخاصة بالأهلى عقب المباراة.. أى أن اللاعب الذى اعتدى على زميله فى الملعب دون كرة فى مشهد خاطئ وخارج على السلوك الحسن ولكنه طبيعى يتكرر طول الوقت فى ملاعب مصر والعالم يتم إيقافه ثلاث مباريات..

أما اللاعب الذى يقوم فى تلك الأجواء العصيبة والمناخ المشتعل باقتحام غرفة لاعبى الفريق المنافس، والمأساة الحقيقية التى قد تحدث لو بدأ اللاعبون جميعهم فى الاشتباك بالأيدى والأقدام وسط هذا الهياج الجماعى، هذا اللاعب يتم إيقافه مباراة واحدة فقط دون أن يشرح لنا أحد الحكمة وراء هذا القرار وسر غياب العدالة والمنطق..

وقال عامر حسين أيضا إن اللجنة لم تعاقب عماد متعب الذى توجه بإشارات مستفزة لجمهور الزمالك بعد المباراة ولا عاقبت عمرو الصفتى الذى اعتدى بعدها على عماد متعب.. لأن تقرير مراقب المباراة لم يتضمن أى إشارة لذلك..

وعلى الرغم من تضامنى وتعاطفى مع متعب كإنسان مجروح وهو يرى زوجته تهان طول الوقت دون أى سبب أو مبرر.. فإنه ليس من المفترض أن يكون هناك أى حوار من أى نوع أو شكل بين أى لاعب وجمهور منافس.

وقال لى عشاق للأهلى إنهم يلتمسون ألف عذر لـ«متعب» بعد كل ما لاقاه من إهانة له ولزوجته.. هؤلاء أنفسهم سابقا لم يلتمسوا أى عذر على الإطلاق لـ«شيكابالا» المجروح بإهانة جماعية لوالدته.. وقال لى عشاق للزمالك إن متعب أخطأ وكان لابد أن يضبط أعصابه ويتجنب أى استفزاز لجمهور الزمالك، لأن هذا واجب على اللاعب وليس الجمهور..

هؤلاء أنفسهم سابقا رفضوا تماما أى إدانة لـ«شيكابالا» نتيجة استفزازه الدائم والمتكرر لجمهور الأهلى، بدعوى أن اللاعب فى النهاية هو بشر له أحاسيسه ومشاعره التى لابد من احترامها. وتبقى نقطتان أخطر من كل ذلك: الأولى هى فضيحة تم كشفها، وأن الحكم الهولندى لم يكتب تقريره الخاص بالمباراة رغم أن القانون يلزمه بذلك، وكان الحكم الرابع رؤوف الحوشى هو الذى كتب التقرير.. ثم تبين أن الحوشى أصلا لم يكتب شيئا ولكن كتبه عصام صيام، رئيس لجنة الحكام، بنفسه..

واستندت لجنة المسابقات إلى تقرير مزور لعصام صيام فى كل قراراتها وعقوباتها.. وهى فضيحة أرجو التحقيق فيها والتحقق منها، وإن ثبت وقوعها فلابد من إقالة وعقاب كل من شارك فيها.. أما النقطة الثانية فهى معاقبة حسام حسن بالإيقاف مباراة واحدة لاشتباكه مع مانويل جوزيه عقب الهدف الثانى للأهلى..

وهذه العقوبة فضيحة فى حد ذاتها.. فـ«حسام» ارتكب جريمة حقيقية.. ومارس سلوكا أشعل النار فى الملعب والقاهرة كلها، نجمت عنه خسائر واحتكاكات وإصابات لا أول لها ولا آخر.. سلوك لا يمكن قبوله أو تبريره تحت أى ظرف.. والأسوأ من ذلك أن حسام لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار، بل أصر على تقديم نفسه كذبا بأنه المدافع الأول عن الروح والأخلاق الرياضية.. وأرجو ألا يؤدى الحفاظ على هذه الأخلاق مستقبلا إلى جريمة قتل تشهدها ملاعب الكرة أو مدرجاتها.