ياسر أيوب يكتب : التغيير وبداية الإصلاح

(١) اختلفت مع حسام حسن كثيرا وجدا.. وأدنت كل انفعالاته وتصرفاته الطائشة وآخرها فى مباراة القمة حين جرى إلى «جوزيه» منفعلا ليشعل المزيد من حرائق الغضب والتوتر.. ورفضت العقوبة الهزيلة، التى وقعتها ضده لجنة مرتبكة ومرتعشة للمسابقات.. ولكننى طوال الوقت وحتى الآن.. بقيت أحترم «حسام» الإنسان وتاريخاً حقيقياً وجميلاً للاعب كرة ونجاحاته كمدرب مع الزمالك حتى وإن لم يفز بالدورى.. واليوم.. أود أن أشكر «حسام» على كل ما قاله للاعبيه فى استاد الإسكندرية بعد التعادل مع الاتحاد حين طالبهم بالاعتراف بمسؤوليتهم عما جرى، وأنهم الذين أضاعوا الدورى.. هم الذين أخطأوا وتهاونوا ولم يحاربوا من أجل الزمالك..

وقد كان بإمكان «حسام» أن يساير كل آراء وأحكام إدارة الزمالك وجماهيره فيتهم اتحاد الكرة والتحكيم والإعلام والأمن وكل وأى أحد بالتسبب فى ضياع حلم الزمالك.. لكن «حسام» فى لحظة مواجهة صعبة وحقيقية.. اعترف بأنه كانت هناك أخطاء.. وهذا الاعتراف هو بداية أى إصلاح.. فلا أحد يمكنه أن يتغير ويكون أفضل وأقدر وأحق بأى نجاح طالما بقى يتصور أنه أبدا لم يخطئ فى أى شىء، وإنما هم الآخرون الذين يحاربونه ويظلمونه طوال الوقت.. وهذه بالضبط هى أزمة الزمالك الحقيقية، التى لا يريد أن يعترف بها كل من يحب الزمالك.. وحتى إذا نجح مسؤولو الزمالك فى مساعيهم الحالية وتعاقدوا بالفعل مع حسن شحاتة ليقود الزمالك فى الموسم الجديد.. فلن ينجح «شحاتة» رغم قدراته وإمكاناته وتاريخه وعشقه المؤكد للزمالك إن لم يتغير الزمالك أولا.. وأن يكون تغييرا حقيقيا فى الفكر والإدارة والتخطيط والتسويق الإعلامى وحتى الإعلانى أيضاً.

(٢) جماهير الاتحاد التى اعتصمت فى استاد الإسكندرية عقب مباراة الزمالك حزنا وغضبا ووجعا بعد هبوط سيد البلد إلى الدرجة الثانية.. فاجأتنى بصراخها للمطالبة بتغيير عفت السادات، رئيس النادى، والبحث عن رئيس جديد.. وأنا يزعجنى جدا أن يتصور الناس.. سواء كانوا جماهير للاتحاد أو عموم المصريين فى كل مكان.. أن الحل دائما هو مجرد تغيير اسم، سواء كان هذا الاسم رئيسا لناد أو اتحاد أو حتى رئيسا لحكومة أو وزيرا.. وغالبا يحدث هذا التغيير طوال الوقت لكن يبقى كل شىء على حاله دون أى إصلاح.. ربما لأن الناس لا تتعلم أبدا أن تغيير الفكر والنظام والمنهج لابد أن يسبق تغيير الأسماء والوجوه.. فحين يكون الخلل فى النظام نفسه لن يجدى مطلقا استبدال لاعب أو مدرب أو رئيس.. والاتحاد السكندرى بشكله الحالى لن يتغير أبدا إلى الأفضل لمجرد تغيير عفت السادات أو غيره.. إنما نحتاج كلنا إلى نظام جديد ومنهج صحيح وواقعى وعلمى يدار به النادى الكبير والجميل والعريق.

(٣) انتظرت أسبوعا كاملا أتوقع أن يخرج عزمى مجاهد، المتحدث الرسمى باسم اتحاد الكرة، ليعتذر للأشقاء فى السودان عن سوء المعاملة والمضايقات التى طاردت وحاصرت بعثة المنتخب الأوليمبى السودانى فى القاهرة مؤخرا.. التليفزيون والصحافة السودانية تحدثوا وأطالوا عما جرى لبعثتهم فى المطار حيث قضوا ساعتين قبل استقبالهم.. وما جرى فى الفندق وإدارته التى أساءت معاملتهم وحرصت على عدم تقديم أى خدمة إلا إذا دفع السودانيون الأشقاء أولاً ثمنها المبالغ فيه.. وكان من المفترض أن يسابق «مجاهد» ويعتذر لكل السودانيين، بل يطلب ذلك من سمير زاهر نفسه.. ولكن لم يهتم أحد.. ولهذا أرجو أن يقبل السودانيون اعتذارى أنا وكل المصريين البسطاء الذين يحبون السودان ويحترمون أهله.